جرت فعاليات مؤتمر الدوحة الرابع عشر لحوار الأديان في 24-25 من هذا الشهر (ماي 2022)، في العاصمة القطرية الدوحة. وقد شارك فيه أزيد من 260 مشاركا من 78 دولة. ركز فيه المشاركون على العناصر الداعمة للتعايش والسلم في الأديان الكبرى. ودعوا إلى نبذ ومواجهة الفكر المتطرف وخطاب الكراهية.
وقد حضره « المعهد الأوروبي للعلوم الإسلامية » ممثلا بمديره الدكتور يونس العلوي المدغري، الذي شارك ببحث علمي في اليوم الثاني من المؤتمر تحت عنوان: « أسباب نشأة خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا في الغرب، والخطاب الإسلامي الأوروبي البديل للتصدي له ».
تناول فيه ثلاثة محاور أساسية:
المحور الأول:
حول تجليات خطاب الكراهية في الغرب خاصة ضد الإسلام، وأسبابه الموضوعية والنفسية. وخوفهم على الهوية الغربية « المسيحية اليهودية » من أن يكتسحها المد الإسلامي الديمغرافي.
المحور الثاني:
قدم نقدا مركزا للأطروحات والممارسات المتداولة بين مسلمي الغرب في مواجهة خطاب الكراهية، والتي يعتورها -أي الأطروحات والممارسات- في كثير من الأحيان الإحباط أو الاستسلام أو التطرف.
المحور الثالث:
وهو جوهر البحث، وتناول ثلاث قضايا:
- أولا: مدخل فقهي/ديني للوجود الإسلامي في الغرب. ركز على التباين في الخطاب القرآني والنبوي الموجه إلى المسلم في البلاد الإسلامية، والمسلم في غير البلاد الإسلامية.
- ثانيا: كيف يستثمر المسلم الأوروبي/الغربي المعطيات الشرعية الإسلامية الصحيحة للتخلص من الخطابات (الدينية) المتطرفة أو السطحية أو المنحرفة… وهو شطر هام من الخطاب الإسلامي الأوروبي/الغربي البديل.
- ثالثا: كيف يتم تحديد أولويات ومقاصد الوجود الإسلامي في الغرب، بالارتكاز على خطاب شرعي، يكفل تحييد خطاب الكراهية وتفنيده، وتشجيع المسلمين وغير المسلمين في الغرب لقبول الخطاب الإسلامي الجديد/الأصيل.
وقد خلص البحث في النهاية إلى عشر نتائج وتوصيات مهمة؛ يأتي تفصيلها ضمن كتاب المؤتمر، الذي سيتولى مركز الدوحة لحوار الأديان إن شاء الله.
هذا، ويأتي احتضان دولة قطر -مشكورة- المؤتمر الرابع عشر لحوار الأديان هذا عبر مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ضمن سياسات البلد العامة في تغليب الدبلوماسية والحوار على الصراع والصدام بين الطوائف والشعوب والأمم.
ولخص البيان الختامي، الذي تلاه الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، هذا التوجه الداعم للحوار والرافض لكافة صور خطاب الكراهية والتطرف والعنصرية والتمييز، مشيرا إلى أن مواجهة الفكر المتطرف وخطاب الكراهية، هدف إنساني، وأنه لابد من تضافر كافة الجهود للتصدي لهذا الخطاب المتطرف والآثار الناتجة عنه على مستوى الأفراد والمؤسسات والقيادات الدينية والفكرية والسياسية…
الحمد لله رب العالمين.